الصلح و المشاكل الزوجيه
الصُّلْحُ في الإسلام
سبب مشروعية الصلح
لقد شرع الإسلام، الصلح وحثَّ عليه مادام لا يحل حراماً، ولا يحرم حلالاً، لأنه يقضي علي المنازعات التي من شأنها أن تشيع الحقد والكراهية في قلوبالناس. وذلك أنها قد تؤدي إلي عواقب غير محمودة.
أدلة الصلح:
الصلح في القرآن الكريم
-
قال تعالي في: سورة الحجرات ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ٩﴾ [الحجرات:9].
-
وقال سبحانه في: سورة النساء ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ١٢٨﴾.
-
قال تعالي في: سورة النساء ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ١١٤﴾ [النساء:114].
-
قال تعالي في: سورة آل عمران ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ١٠٤﴾ [آل عمران:104].
الصلح في السنة المطهرة
-
روى الشيخان عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «كل سُلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس: تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة». «البخاري حديث 2989- مسلم حديث 1009».
-
قال الإمام النووي: قوله ﷺ : «تعدل بين الاثنين صدقة» أي تصلحُ بينهما بالعدل. «مسلم بشرح النووي ج4 ص103».
-
وروى أبو داود عن أبو الدرداء الأنصاري أن رسول اللَّه ﷺ قال: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين الحالقة». «حديث صحيح، صحيح أبي داود للألباني حديث 4111».
-
قال محمد شمس الحق العظيم آبادي: في هذا الحديث حث وترغيب في إصلاح ذات البين واجتناب الإفساد فيها، لأن الإصلاح سبب للاعتصام بحبل الله وعدم التفريق بين المسلمين، وفساد ذات البين ثُلْمة في الدين، فمن تعاطى إصلاحها ورفع فسادها، نال درجة فوق ما يناله الصائم القائم، المشتغل بخويصة نفسه. «عون المعبود شرح سنن أبي داود ج13 ص178».
-
جواز الأخذ من الزكاة للصلح بين الناس: مما يدل على عناية الشريعة الإسلامية بالصلح بين الناس أنه يجوز للمصلح بين المتخاصمين أن يُعْطَى من الزكاة أو من بيت المال لأداء ما تحمله من ديون في سبيل الإصلاح بين الناس.
-
وقال (: «الصلح جائز بين المسلمين، إلا صلحًا أحلَّ حرامًا أو حرم حلالا» أبو داود.
أنواع المصالح عنه
المصالح عنه نوعان:
-
حقوق مالية :- كأن يكون الحق المتنازع عليه مالاً علي مدين، وقد يكون دارًا أو محلا أعطاه صاحبه لرجلٍ لينتفع به لمدة معينة، وعند انتهاء المدة لم يعده إلي صاحبه مدعيًا أنه قد أعطاه له علي سبيل التمليك الأبدي، وأنه ليس له الرجوع في ذلك.
-
حقوق شخصية غير مادية:- كأن يتنازل إنسان عن حق له حتى يظل بجواره مثلا، كأن تتنازل الزوجة لزوجها عن شيء من حقها مقابل ألا يطلقها كما فعلت السيدة سودة بنت زمعة زوج رسول الله (فقد خافت أن يطلقها الرسول (لكبر سنها، فقالت: يا رسول الله، أمسكني وليلتي لعائشة (أي لا تطلقني علي أن أتنازل عن ليلتي التي تبيتها معي فتبيتها مع عائشة).
أنواع الصلح
صلح الإقرار:
والصلح إما أن يكون صلحًا عن إقرار؛ كأن يدعي أحمد مثلا أن له علي محمود دينًا، فيقر محمود ذلك، ويعترف بأن لأحمد دينًا عنده، ثم يتصالحان علي شيء يتفقان عليه.
صلح الإنكار:
الصلح عن إنكار، كأن ينكر محمود أن لأحمد دينًا عنده، ثم يتصالحان.
صلح السكوت:
وقد يكون عن سكوت، كأن يسكت محمد عندما يدعي أحمد أن له حقًا عليه، فلا يقر ولا ينكر.
-
وقد اتفق الفقهاء علي جواز صلح الإقرار، واختلفوا حول صلح السكوت، وصلح الإنكار، فبعضهم أجازهما وبعضهم قال إنهما لا يجوزان. وقد يتم الصلح بإبراء من بعض الدين أو بأخذ بديل عن الدين.
-
الصلح الأول: ففيه يأخذ صاحب الحق نصف حقه مثلا.
يتنازل عن النصف الآخر، وقد روي أن كعب بن مالك كان له عند رجل دين، فطلبه منه في المسجد، وعلت أصواتهما حتى سمعها رسول الله (وهو في بيته، فخرج إليهما رسول الله (حتى كشف سجف (ستر) حجرته، ونادي:«يا كعب بن مالك». قال كعب: لبيك يا رسول الله فأشار بيده «ضع الشطر من دينك (أي تنازل عن بعضه)». فقال كعب: قد فعلت يا رسول الله. قال (: «قم فاقضه»[متفق عليه]. فكعب هنا تنازل عن نصف ماله عند المدين، وتصالح معه علي ذلك. ولا يجوز في الصلح الذي فيه إبراء من البعض أن يشترط الذي عليه الحق الإبراء أو التأجيل، لكن إن انظره
صاحب الحق من غير شرط، فجاز، وهو خير يفعله..
نصائح لحل المشاكل الزوجية
إن الخلافات بين الزوجين أمر طبيعي للغاية، بل وهو أمر صحي جداً في بداية العلاقة، ليفهم كل طرف اختلافات الآخر، ويكونوا قادرين على استيعاب طريقة تفكير بعضهما، ولكن يجب أن يتم حل الخلاف بطريقة صحيحة، كي تزداد أواصر الحب والتفاهم في هذه العلاقة، وخلاف ذلك، ستنشب الكراهية بينهما، وهذا ما يؤدي للطلاق في النهاية. ما هي الطريقة الصحيحة لحل الخلافات بين الزوجين؟ إليكم أبرز نصائح حل الخلاف بين الزوجين
لا تناموا وأنتم غاضبون :
إياكم والخلود إلى النوم من دون حل المشكلة بينكم، فيجب على أحدكم التنازل لحل هذا الخلاف، والحديث عن المشكلة بكل عقلانية وتفاهم، فالنوم مع مشاعر الغضب، تزيد الفجوة بين الزوجين، وتزداد صعوبة حل المشكلة، وفي اليوم التالي سيكون اللقاء مع بعضكما البعض ثقيلا على النفس.
تجنبوا العتاب :
غالباً عندما يأتي الزوجين للحديث من أجل لحل المشكلة، ينتهي الأمر بمشكلة أكبر، والسبب هو العتاب، فلا فائدة تُرجى من العتاب إن نويتم الإصلاح، ولا يجلب العتاب إلا المزيد من التبريرات، التي ستشعل المشكلة مرة أخرى، لذا إن كنتم ترغبون في حل أي مشكلة واتباع طريقة حل الخلافات الزوجية الصحيحة، تجنبوا العتاب.
عبروا عن مشاعركم :
لا الهدايا، ولا كلمة أسف هي طريقة حل الخلافات بين الزوجين، بل إن الطريقة الصحيحة لحل أي مشكلة هي الحوار، والتعبير عن المشاعر التي عاشها كل طرف، والابتعاد عن تسليط الضوء على المشكلة والأحداث التي نجمت عنها، بل الحديث عن الحالة النفسية، وما مر به كل طرف حينها، فتلك المشاعر ترقق القلب، وتخرج مشاعر العطف التي تخفف من مشاعر الغضب، ما سيساعد في حل المشكلة.
تفهموا بعضكم البعض :
إن التفهم مكمل لنقطة الحديث عن المشاعر، لذا جربوا حين يتحدث الطرف الآخر، أن تتخيل نفسك مكانه، لا أن تفكر في رد على ما سيقوله، فالتفهم يجعل كلا الطرفين يعالجون المشكلة بكل عقلانية وعدل، ما يجعله من أفضل طرق حل الخلافات الزوجية.
لا تقارنوا .. ولا تسمحوا أن تكونوا محل مقارنة :
إن أكثر أسباب الخلاف هي مقارنة علاقتكم مع زوجين آخرين، فالمقارنة بالأصل خاطئة، فأنت ترى ما يرغبون بأن يراه الآخرين، كما عليكم أن لا تكشفوا حياتكم للآخرين، حتى لا تكونوا محل مقارنة، وكي لا يتتبع الناس حياتكم وطريقة تعاملكم مع بعضكم البعض.
فكروا في الأجر الذي ستُحرمون منه :
هل تعلم أنك إن خاصمت زوجتك، أو خاصمتي زوجك لأكثر من 3 أيام، ففي اليوم الرابع من الخلاف، لا تكتب لكليكما حسنة، حيث يأمر الله عز وجل ملك الحسنات في اليوم الرابع أن لا يكتب لأحدهما حسنة، حتى تصطلحوا.
تسلحوا بالمعرفة :
يتطلب إنجاح الحياة الزوجية إثراء الثقافة حول العلاقات، وتفهم كل طرف للآخر، لذا لا بد من قراءة كتب ستساعدك بتحسين علاقتك العاطفية، كما ننصحكم أيضاً بالاطلاع على 40 نصيحة لاصلاح البيوت ، والتي ستساعدكم في حل الخلافات بين الزوجين، وتكوين أسرة سعيدة.
لا تدخلوا طرفاً ثالثاً لحل الخلاف :
إن أهم نصائح للخلافات الزوجية هي ألا يتدخل أحد في الخلاف! حاولوا حل مشاكلكم لوحدكم، ولا تدخلوا طرفاً ثالثاً فهذا يلغي التفاهم بينكم، ويجعل من من الحوار أمراً صعباً، بدلاً من ذلك، قوموا بتبني أسلوب تعاوني في إدارة الخلافات، كي لا تحتاجوا لرأي أحد حول أي مشكلة تمرون بها.
انتبه لكلامك
على الرغم من أن الكلمات تخرج من أفواهنا دون وعي عند الغضب، ولكن عليكم الحذر والحرص على انتقاء الكلمات عند الغضب، والتي ستكون جارحة للقلب، ومنها ما سيظل عالقاً في الذاكرة، لذا انتبهوا لكلامكم أثناء الشجار.